تتألق مدينة قريات الساحلية بحصنها التاريخي الذي يعكس براعة الفن المعماري والهندسي في عمان. يعتبر حصن قريات واحدًا من القلاع والحصون البارزة التي تزين السلطنة، مما يضيف بصمة أثرية وتاريخية فريدة للتراث العماني.
بُني الحصن قبل نحو 200 عام خلال عهد السيد حمد بن سعيد البوسعيدي، وتم توسيعه وتحسينه فيما بعد خلال فترة حكم السلطان تيمور بن فيصل في عام 1914. يتميز التصميم المعماري للحصن بشكله المستطيلي والبرج الدائري في الزاوية الجنوبية الشرقية، مما يعطيه مظهرًا متميزًا.
يتكون الحصن من قسمين يفصلهما فناء مفتوح، حيث يحتوي القسم الأول على غرفة واسعة تُعرف بـ”البرزة”، التي كانت تستخدم لاستقبال الوالي والمسؤولين والمواطنين لحل مشاكلهم وقضاياهم. وبجوارها، يتواجد غرفة صغيرة كانت تُستخدم للاجتماعات الخاصة. يتميز مدخل الحصن بإطلالته على السوق المركزي للولاية، حيث تتجمع الأهالي في المناسبات الوطنية للاحتفال وإقامة المسيرات والفعاليات الثقافية.
القسم الثاني من الحصن يتضمن غرف السكن والمجالس التي تطل على رواق مفتوح، مع وجود مخزن صغير للتمور واستخلاص الدبس، الذي يعتبر جزءًا من التراث الغذائي في المنطقة. ولا يخلو الحصن من المصلى، والذي يقع بالقرب من البئر التي تحمل قصص وحكايات تلك الفترة الزمنية.
تمت ترميم وصيانة الحصن مؤخرًا بتنسيق بين وزارتي السياحة والتراث والثقافة، حيث تم إدخال تقنيات الإضاءة الحديثة لتسليط الضوء على جمالياته التاريخية. يعد الحصن موقعًا سياحيًا مميزًا يعرض التحف العمانية التاريخية والمشغولات اليدوية لجذب زوار مختلف الفئات.
إلى جانب حصنها التاريخي، تتميز ولاية قريات بمواقع سياحية وطبيعية فريدة، حيث تقدم شواطئها الهادئة والجميلة فرصة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية، بينما تعد الجبال العالية والأودية السحيقة وجهة مثالية لمحبي المغامرة والاستكشاف.
بالإضافة إلى ذلك، تضم الولاية العديد من المواقع السياحية المميزة مثل سد وادي ضيقة، الذي يعتبر مشروعًا تنمويًا مهمًا في مجال موارد المياه، والذي يستقطب العديد من الزوار للاستمتاع بمناظره الطبيعية الخلابة.
بهذا يكون حصن قريات ولاية تجمع بين الجمال الطبيعي والتراث الثقافي والتاريخي، مما يجعلها وجهة مثالية للزوار الباحثين عن تجربة فريدة واكتشاف لعمق التراث العماني.
