في قلب مدينة سمائل في سلطنة عمان، يعلو نور المسجد الأقدم في البلاد، مسجد المضمار، وهو شاهد على أحداث تاريخية مهمة وقصة إيمان ملهمة.
بني المسجد في العام السادس من الهجرة، على يد الصحابي الجليل مازن بن غضوبة، الذي كان أول من أسلم في عمان، وأول من حمل شعلة الإسلام إلى تلك الأرض بعد زيارته للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة. ومنذ ذلك الحين، أضاء المسجد قلوب الناس بنور الإيمان والسلام.
تتميز بنية المسجد ببساطتها وجمالها، حيث تصوغها قطع الحجارة السقوف العمانية الشهيرة، التي تعكس طابع المنطقة الداخلية. يتألف المسجد من قسمين، الأول يضم أماكن الوضوء والخدمات الملحقة به، والثاني يحتوي على المصلى، الذي يتسع لحوالي 300 مصلي.
تضفي الزخارف العربية والإسلامية الجميلة، التي تزين الجدران والأرضية، جوًا من السكينة والخشوع داخل المسجد. وتضفي مئذنة المسجد لمسة روحانية خاصة، رغم بساطتها، حيث يتم استخدامها لرفع الأذان ونشر صوت الدعوة للصلاة.
تم إعادة ترميم المسجد في عام 1979، مع المحافظة على هويته وتاريخه. وقد تم تجهيزه بالمعدات اللازمة، مثل مكبرات الصوت والتكييف المركزي، لضمان راحة المصلين.
قصة اسلام مازن بن غضوبة تعتبر إحدى القصص الملهمة في تاريخ الإسلام، حيث اعتنق الإسلام وأضاء دربه لباقي أهل عمان. وبفضل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، استقر الإيمان في قلوب الناس، ونشأت منطقة مسلمة مزدهرة.
بهذا، يبقى مسجد المضمار شاهدًا على عظمة التاريخ وجمال الإيمان، مستمرًا في إرشاد الناس إلى طريق الخير والسلام.
