شهر رمضان المبارك هو شهر مميّز عند العمانيين، هو شهر الطاعة والعبادة، شهر العائلة والأحباب وشهر الجود والكرم وفعل الخير..
تنبض شوارع السلطنة بأجواء رمضان الروحانيّة، حيث تزيّن المنازل والأماكن العامة بالأضواء والفوانيس والمنسوجات العمانية التقليدية، كما تقوم المحلات والأسواق والشركات بتعديل وتسهيل ساعات عملها بما يناسب الصائمين، إضافة إلى أنشطة وفعاليات خاصة بالشهر الفضيل تُقام في جميع أنحاء البلاد على مدار الشهر.
وجبتي السحور والإفطار هما الوجبتان الرئيسيتان لدى العمانيين كسائر المسلمين، حيث يفضلون تناول التمر مع الماء أو الحليب أولا تطبيقا لسنة محمد صلى الله عليه وسلم، ويعتمد على ضرب المدفع للإعلان على وقت الإمساك أو الإفطار.
رمضان هو الوقت الذي يتألق فيه المطبخ العماني، تُزيّن مائدة الإفطار بأصناف متنوعة، أبرزها الأطباق العمانية التقليدية الكبسة، البرياني، الهريس، الثريد مع الشوربة وغيرها، إضافة إلى شرب القهوة العمانية الأصيلة بالزعفران أو الهيل والتي تتواجد يوميا في مائدة الإفطار بجانب الحلوى العمانية والتي تسمى السلطانية، أما بالنسبة للسحور فيتناول الشواء والأرز ولا ننسى الشاي والقهوة استعدادا لصيام يوم جديد.
تبادل الأطباق بين الجيران والأحباب قبل الإفطار عادة قديمة نشأ عليها المجتمع العماني ولا يزال محافظا عليها، وهي عادة تحثّ على المودة وصلة الرحم وتجسّد معاني الترابط والإخاء والتسامح.
تقيم المساجد في جميع أنحاء البلاد صلاة التراويح ويستضيف بعضها علماء ومشايخ من كافة البلدان الإسلامية لإقامة الأمسيات الدينية وحلقات الذكر، ويداوم الناس على مجالس القرآن خاصة بعد صلاة الفجر والعصر ويتنافسون على ختمه خلال الشهر الكريم.
تعتبر أعمال الخير والعطاء من الأمور الأساسية لروح رمضان في عمان، إذ تنصب الخيام الرمضانية على الطرق السريعة لاستقبال المسافرين وعابري السبيل والمحتاجين لتناول الإفطار، كما تنظم المساجد أيضا الإفطار الجماعي للغرباء وعابري السبيل، يقوم بإعدادها وكيل المسجد، وغيرها الكثير من أعمال الخير التي يتنافس عليها الناس كالتبرّع والصدقة والتطوع.
بشكل عام، يعتبر شهر رمضان في سلطنة عمان وقتا فريدا ومميّزا من العام، إذا أتيحت لك فرصة تجربة رمضان السلطنة فستكون تجربة لا تنسى حقًّا.