العلاقات التاريخية بين عمان والجزائر
تأسست العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عمان والجزائر في عام 1973، بعد زيارة السلطان الراحل قابوس بن سعيد إلى الجزائر. كانت هذه الزيارة نقطة البداية لشراكة قوية بين البلدين. لتعزيز هذه العلاقات، أُنشئت اللجنة العمانية الجزائرية المشتركة في عام 1991، وساهمت في تطوير الشراكات في مجالات الطاقة، التجارة، والاستثمار على مر السنين.
الاتفاقيات التاريخية والتعاونية
عقدت بين سلطنة عمان والجزائر العديد من الاتفاقيات تشمل اتفاقية التعاون الثقافي لعام 1985، اتفاقية التعاون التعليمي لعام 2001، توقيع مذكرة تفاهم بين وكالة الأنباء الجزائرية ووكالة الأنباء العمانية في 26 فبراير 2010، توقيع اتفاقية التعاون العلمي والتقني في عام 2006، توقيع مذكرة تفاهم في مجال الثقافة عام 2012، اتفاقية التعاون في مجالات الطاقة المتجددة لعام 2015، ومذكرة تفاهم للتعاون السياحي لعام 2018. تعزز هذه الاتفاقيات التبادلات الثقافية والتعليمية وتطوير الروابط الثقافية بين البلدين.
العلاقات التجارية والاستثمارية
بحلول نهاية يوليو 2024، بلغ حجم التبادل التجاري بين سلطنة عمان والجزائر 37.8 مليون ريال عماني، منها 37.3 مليون ريال للصادرات و509.2 ألف ريال للواردات. تشمل المنتجات العمانية المصدرة إلى الجزائر خامات الحديد، أسلاك الألمنيوم غير المخلوط، البولي إيثيلين تبريفتالات، وصهاريج خزانات المياه للاستعمالات المنزلية. بينما تشمل المنتجات المستوردة من الجزائر زيوت وقود السفن، الشوكولاتة المحشوة، البسكويت المحلى، وحلاوة التوفي. المنتجات المعاد تصديرها إلى الجزائر تشمل أجزاء الحنفيات والصمامات والأجهزة المماثلة للمواسير، مناقب الحفر للآبار الداخلة، وأجهزة القطع العرضي للفحص المجهري “ميكروتوم”. هناك فرص لتصدير منتجات عمانية أخرى مثل مسحوق الحليب المجفف، بولي إيثيلين تيريفثالات غير الخلوي بأشكال مسطحة، والدهون والزيوت النباتية.
تنويع الاقتصاد والتعاون الاقتصادي
يسعى البلدان إلى تنويع اقتصادهما من خلال التعاون في مجالات مثل الطاقة المتجددة والزراعة. حيث وقّعت سوناطراك اتفاقية مع شركة أبراج لخدمات الطاقة العمانية لتعزيز التعاون في مجال النفط والغاز. كما يسعيان لتعزيز الروابط في مجالات اللوجستيات والشحن، بما في ذلك تحسين الروابط البحرية وخطوط الشحن الجوي. وقّعت اتفاقية تعزيز الاستثمار في عام 2000 واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي.
العلاقة الوطيدة بين البلدين
شهدت العلاقات الجزائرية – العمانية حركية كثيفة جسدتها الزيارات المتبادلة والاتصالات المختلفة بين مسؤولي مختلف الهيئات والقطاعات للبلدين. حيث تم تأسيس مجلس الأعمال العماني الجزائري في عام 2006. وعُقدت الدورة الثامنة للجنة المشتركة الجزائرية-العمانية في يونيو، حيث أكد البلدين على تقارب وتجانس الرؤى بينهما، ومن ذلك تشاركهما في مواقف سياسية قائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والدعوة لحل النزاعات بالحوار، والالتزام بالقضية الفلسطينية. في الاجتماع الأخير للجنة المشتركة في يونيو، أكدت كلتا الدولتين على توحيد الصف العربي.
كما صف سفير سلطنة عمان بالجزائر، سيف بن ناصر البداعي، العلاقات بين البلدين بأنها متجذرة تاريخياً مع تنسيق سياسي عالي المستوى.وتعزيزا لما سبق جاءت الزيارة التاريخية للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى سلطنة عمان في 23 أكتوبر 2024 في زيارة دولة لتعزيز العلاقات الثنائية. هذه الزيارة تمثل أول لقاء بين السلطان هيثم بن طارق والرئيس تبون منذ تولي كل منهما الحكم.